أكاديمية الزواج! | Twesto تويستو

أكاديمية الزواج!

2009-09-10

محمد حمدي السناني – المدينة المنورة – تويستو – يعتبر الطلاق مشكلة اجتماعية جدير بالدراسة والبحث والتقصي لا سيما وقد أصبح يعد ظاهرة ‏حسب إفادة الدراسات الاجتماعية المتخصصة بهذا الشأن. ووقوع الطلاق تفكيك للأسرة وتشريد ‏وضياع للأبناء والذي ينعكس بدوره سلبًا على استقرار وأمن المجتمع. ولعل الأسباب تتعدد ولكنني ‏سأذكرها بإيجاز فمنها ضعف الوازع الديني لأحد الزوجين وعدم مراقبة الله عز وجل بحقوق الطرف الآخر ‏وتأدية الحقوق الشرعية التي افترضها الله على الزوجين إمّا جهلاً أو مكابرة ومعاندة. ومنها الملل ‏الزوجي وسهولة التغيير وإيجاد البديل وطغيان الحياة المادية والبحث عن اللذات وانتشار الأنانية. ومنها ‏الأسباب أيضًا «الخيانة الزوجية» . ويمكن للشك والغيرة المرضية واتهام أحد الزوجين الآخر دون دليل ‏مقنع على الخيانة الزوجية أن يكون سببًا في فساد العلاقة الزوجية وتوترها واضطرابها مما يتطلب ‏العلاج لأحد الزوجين أو كليهما، ذلك أن الشك يرتبط بالإشارات الصادرة والإشارات المستقبلة من قبل ‏الزوجين معًا، ويحدث أن ينحرف التفكير عند أحدهما بسبب غموض الإشارات الكلامية والسلوكية التي ‏يقوم بها. كأن يتكلم قليلاً أو يبتسم في غير مناسبة ملائمة أو أنه يخفي أحداثًا أو أشياء أخرى، وذلك ‏دون قصد أو تعمد واضح؛ ممّا يثير الريبة والشك والظنون في الطرف الآخر ويؤدي إلى الشك المرضي. ‏وهنا يجري التدريب على لغة التفاهم والحوار والإشارات الصحيحة السليمة وغير ذلك من الأساليب التي ‏تزيد من الثقة والطمأنينة بين الزوجين، وتخفف من اشتعال الغيرة والشك مثل النشاطات المشتركة ‏والجلسات الترفيهية والحوارات الصريحة إضافة للابتعاد عن مواطن الشبهات قولاً وعملاً. وهنا نأتي إلى ‏سبب مهم من أسباب الطلاق وهو «عدم التوافق بين الزوجين» ويشمل ذلك التوافق الفكري وتوافق ‏الشخصية والطباع والانسجام الروحي والعاطفي. وبالطبع فإن هذه العموميات صعبة التحديد، ويصعب أن ‏نجد رجلاً وامرأة يتقاربان في بعض هذه الأمور، وهنا تختلف المقاييس فيما تعنيه كلمات «التوافق» وإلى ‏أي مدى يجب أن يكون ذلك، ولابد لنا من تعديل أفكارنا وتوقعاتنا حول موضوع التوافق لأن ذلك يفيد كثيرًا ‏تقبل الأزواج لزوجاتهم وبالعكس. والأفكار المثالية تؤدي إلى عدم الرضا وإلى مرض العلاقة وتدهورها. ‏وبشكل عملي نجد أنه لابد من حد أدنى من التشابه في حالة استمرار العلاقة الزوجية نجاحها. ‏فالتشابه يولد التقارب والتعاون، والاختلاف يولد النفور والكراهية والمشاعر السلبية. ولا يعني التشابه أن ‏يكون أحد الطرفين نسخة طبق الأصل عن الآخر. ويمكن للاختلافات بين الزوجين أن تكون مفيدة إذا كانت ‏في إطار التكامل والاختلاف البناء الذي يضفي على العلاقة تنوعًا وإثارة وحيوية. ونجد أن عددًا من الأشخاص تنقصه «الحساسية لرغبات الآخر ومشاعره أو تنقصه الخبرة ‏في التعامل مع الآخرين» وذلك بسبب تكوين شخصيته وجمودها أو لأسباب تربوية وظروف قاسية ‏وحرمانات متنوعة أو لأسباب تتعلق بالجهل وعدم الخبرة. ومن هذا المنطلق ‏أضم صوتي إلى صوت المنادين بإنشاء أكاديمية متخصصة للزواج في كل منطقة تقيم دورات تدريبية ‏للمقبلين على الزواج بحيث لا يتم إتمام عقد الزواج حتى يقدم الزوج والزوجة ما يثبت التحاقهما بالدورة ‏التدريبية.‏

بريد كاتب المقال الإلكتروني: mh1424 (at) maktoob.com.


مجلة الكترونية تهدف إلى ايصال المعلومة الى القارئ بأقل مجهود ممكن وبإيجاز توفيراً للوقت.

تابعنا على

Copyright © Twesto. All rights reserved.
Twesto.com is a property of Ahmed AbdElmaqsoud.